انطلاق الأيام الاقتصادية الموريتانية التونسية للشراكة والاستثمار

 

انطلقت صباح اليوم الاثنين بفندق مونوتيل بالعاصمة نواكشوط أعمال الأيام الاقتصادية الموريتانية التونسية للشراكة والاستثمار المنظمة بالتعاون بين السفارتين الموريتانية في تونس والتونسية في نواكشوط وغرفة التجارة والصناعة والزراعة الموريتانية و كونفدرالية مؤسسات المواطنة التونسية (كونكت) ومركز النهوض بالصادرات(سيبكس)  والاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين ووكالة ترقية الاستثمار وغرفة التجارة والصناعة التونسية

وحضر حفل الانطلاق عدد كبير من ممثلي الشركات والفاعلين الاقتصاديين الموريتانيين والتونسيين

وقد افتتح الحفل  بكلمة للسيد احمد باب ولد اعلي رئيس التجارة والصناعة والزراعة الموريتانية عبر فيها عن جزيل شكره وعظيم امتنانه لكل الجهات التي ساهمت من قريب او من بعيد في تنظيم هذا الملتقى  الاقتصادي الهام كما تقدم بأسمى وابلغ عبارات الترحيب بالأخوة التونسيين في بلدهم الثاني موريتانيا

واشاد  الرئيس بمتانة ورسوخ العلاقات الموريتانية التونسية التي قال انها: ضاربة في التاريخ راسخة في الجغرافيا فهي تعود إلي قرابة  ألف سنة خلت عند ما مر يحي ابن إبراهيم في رحلة عودته  من الحج بمدينة القيروان التي احتفت به و أكرمت وفادته  فنسج  خلال إقامته بها علاقات وثيقة مع علمائها وفقهائها أسست لمستوى من التفاهم والتقارب كان له ما بعده  في التعاطي بين الشعبين ثم بين البلدين  فمباشرة بعد الاستقلال  كان الدعم التونسي حاضرا حيث احتضنت وكونت وأطرت النخب الموريتانية من قضاة وأطباء ومهندسين وغيرهم .

ودعا رئيس الغرفة المشاركين إلي اغتنام هذه الفرصة هذا الملتقى وعدم تضييعها لخلق شراكات اقتصادية قوية ومثمرة  تعود بالفائدة والخير على البلدين وتخطو يهما نحو الاندماج الاقتصادي المنشود.

وخلص إلي تأكيد استعداد غرفة التجارة والصناعة والزراعة الموريتانية و جاهزيتها لدعم ومواكبة  أي مبادرة  تسعى  إلي تطوير التبادل  التجاري بين بلدينا الشقيقين وتذليل جميع العقبات التي قد تعترضها.

و بدوره رحب سفير موريتانيا في جمهورية تونس السيد دمان همر بالأشقاء التونسيين و الوفود المشاركة.

و قال إن العلاقات بين موريتانيا و تونس علاقات قديمة و قوية و متميزة عبر تاريخ لا يمحوه الزمن، مشيرا إلى أنه تاريخ حافل بالتعاون و التكافل في شتى المجالات السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية.

من جانبه أعرب سعادة سفير جمهورية تونس في موريتانيا السيد صبري الشعباني، عن سعادته بلقاء هذا الجمع الكريم من الأشقاء الموريتانيين، من مسؤولين حكوميين و رجال أعمال و كافة أعضاء بعثة رجال الأعمال التونسية.

و أضاف أن الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية التونسية الموريتانية إلى مرتبة الشراكة ذات النفع المشترك بات اليوم و أكثر من أي وقت مضى طموحا واقعيا و مشروعا و ضرورة ملحة تمليها تحديات مشتركة و تقاسم مشترك بين البلدين الشقيقين.

بعد ذلك تتالت مداخلات رئيس غرفة التجارة والصناعة التونسية  منير مؤخر ورئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمال الموريتانيين السيد زين العابدين ولد الشيخ احمد والسيدة رئيسة وكالة الاستثمار حيث أجمعت المداخلات على تثمين العلاقات بين البلدين والدعوة إلي تعزيز التبادل التجاري وتطوير الروابط الاقتصادية.

وكانت كلمة الافتتاح الرسمي من نصيب وزير التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة السيدة الناهة منت مكناس التي قالت ان العلاقات بيك البلدين – تعود إلى مقْدم المعلم الأول عبد الله ابن ياسين من القيروان، ثم ما فتئت تنمو وتتعزز على مر تاريخ البلدين المعاصر والحديث.

وأضافت أن “هذا التجذُّر التاريخي والنمو المعاصر لا يزال دون مستوى طموحات شعبينا ومؤهلات اقتصاديْنا، خاصة في ما يتعلق بحجم  التبادل التجاري والاستثمارات بين الجانبين.

إن تدارُكَ ما فاتنا من شراكة وتكامل هو أبرز أهداف هذه الأيام الاقتصادية التي نعلق عليها آمالا كبيرة لتشجيع القطاع الخاص في البلدين على مزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري، اغتنامًا لفرص التعاون والشراكات المثمرة والمربحة للطرفين.

واعتبرت الوزيرة إن السياسة الاقتصادية التي تنفذها حكومة معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال مسعود طبقا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني تقوم على تشجيع المبادرة الفردية، وإعطاء مكانة تفضيلية للقطاع الخاص، وتشجيع الاستثمار.

ولهذا الغرض، تم إنشاء مجلس أعلى للاستثمار يرأسه فخامة رئيس الجمهورية، واستحداثُ مؤسسة خاصة بترقية الاستثمار.

وخلصت معالي الوزيرة الي إننا حريصون في موريتانيا على الدفع بالتعاون مع الأشقاء في تونس، ونأمل أن تجد كل توصيات اللجنة العليا المشتركة التونسية الموريتانية مجالها للتطبيق.

ويشارك في البعثة التونسية أكثر من 40 مؤسسة في قطاعات متعددة على غرار الأشغال العامة ومواد البناء وتكنولوجيات المعلومات والطاقة والطاقات المتجددة والصناعات الغذائية والتحويلية والصحة والتعليم العالي.وستمكّن هذه الأيام من خلق فرص للتبادل التجاري والاستثمار والانفتاح على الأسواق الخارجية وتوطيد العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين

.وتنتظم على هامشها العديد من اللقاءات الثنائية بين وفدي البلدين و زيارات ميدانية لعدد من المجامع الاقتصادية بـ”نوكشوط” و”نواذيبو” , ولقاءات مع ممثلي الحكومة الموريتانية بهدف مناقشة آليات تطوير سبل التعاون في عدد من القطاعات الواعدة.